المؤسسة اللبنانية للديمقراطية و حقوق الإنسان ( لايف ) منظمة غير حكومية تعنى بالتنميّة الديمقراطية و نشر ثقافة حقوق الإنسان و حلّ النزاعات , تأسست في عام 2006 على يد مجموعة من المحامين و الأكادميّين اللبنانيين . عملت المؤسسة منذ إنطلاقتها على التوعيّة العامة و الإهتمام بقضايا الفئات المهمّشة . كما تابعت موضوع السجون في لبنان و كانت عضواً فاعلاً في اللجان الحكومية المهتمّة بأوضاع السجناء و السجون . وقفت المؤسسة مدافعةً عن حقوق اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان و طالبت بإعطاء كامل الحقوق المدنية للمقيمين الفلسطينيّين على الأراضي اللبنانية , كما طالبت بتحسين أوضاعهم الإنسانية و القانونية كذلك فعلت مع اللاجئين العراقيين و السوريين فيما بعد.
علمت المؤسسة منذ البداية أنها تعمل في بلد مزّقته النزاعات الداخلية و الفئويّة , و أفسدت مؤسساته الحكومية و القضائية و صارت تُسَن القوانين فيه من أجل مصالح النافذين و ليس لسد حاجيات الناس و رعاية مصالحهم , لذلك قامت المؤسس بتنظيم ندوات و مؤتمرات لنشطاء المجتمع المدني من أجل إصلاح النظام اللبناني على الصعيد السياسي و الدستوري و الأمني و القضائي .
كانت بداية عام 2009 نقطة تحوّل في نشاط المؤسسة حين بدأ عملها في الخارج حيث قامت المؤسسة بتدريب محامين أردنيين على توثيق إنتهاكات القانون الجنائي الدوَلي , بعدما برزت الحاجة لدى نشطاء عرب و أجانب في مقاضاة " إسرائيل " على جرائمها بحق الفلسطينيّين في قطاع غزّة , و إبراز الإحتلال و الإستيطان كجريمة متماديّة بحق الفلسطينيّين .
أثارت أحداث المحلّة الكبرى في القاهرة عام 2008 و تزوير الإنتخابات المصرية و قضيّة مقتل الشاب خالد سعيد تحت التعذيب على يد عناصر من الشرطة المصرية في مدينة الإسكندرية عام 2010, موّجة من الحراك الحقوقي في العالم العربي , التي تزامنت مع فضح العديد من تلك الإنتهاكات و تصويرها و تحميلها عبر اليوتيوب و سرعة تداولها من خلال شبكات التواصل الإجتماعي و نشرها أمام الرأي العام . فما كان من مؤسسة " لايف " إلّا أن انضمّت إلى مؤسسات زميلة و بدأت بتدريب كوادر من المدوّنين الشباب من جنسيات عربية مختلفة صيف عام 2010 , من أجل خدمة قضايا حقوق الإنسان و فضح تجاوزات أنظمة الطوارئ و تخطّي الرقابة , و تنظيم حراكٍ حقوقيٍّ سلميّ للوصول إلى مجتمعات ديمقراطية تحترم حقوق الأفراد الأساسيّة.
في مطلع عام 2011 و مع بداية الربيع العربي قامت مؤسسة " لايف " بتدريب الشباب السوري على إستراتيجيّات الكفاح السلمي و بناء قدراته الذاتية للوصول إلى نظام ديمقراطي , مستعيرةً تجربة الحراك السلمي في صربيا ضد نظام سلوفودان ميلوسوفيتش , و نظريّة " جين شارب " في المقاومة المدنية أو اللاعنف الإستراتيجي لتفكيك الأنظمة الإستبداديّة. مع بداية الصراع المسلّح بين المعارضة و النظام في سوريا , و إتّساع رقعة الجرائم ضد المدنيين , بدأت مؤسسة " لايف " بإدارة ورشات تدريب لمحامين و نشطاء حقوقيين سوريين من أجل توثيق إنتهاكات القانون الدولي الإنساني و القانون الجنائي الدولي . كما قامت مؤسسة " لايف " بتنميّة قدرات المجتمع المدني السوري و تشجيع النشطاء السوريين على تأسيس الجمعيات الفاعلة في كافة المجالات . في بداية عام 2012 أعلنت مؤسسة " لايف " مشروع مجالس الإدارة المدنية في سوريا , بهدف إدارة المناطق التي لم تعد تحت سيطرة النظام الإستبدادي , من خلال المجتمع المدني السوري و العناصر العسكرية و الأمنية السورية المنشقّة , لمنع حالات الفوضى و تأسيس لمرحلة إنتقالية هادئة , واضحة المعالم , و في شهر حزيران من عام 2012 أصبح مشروع مجالس الإدارة المدنية هو قارب النجاة لكل السوريين , حيث قامت مختلف التيارات السياسية و المدنية السورية بتبنّي هذا المشروع . في شهر أيلول \سبتمبر من عام 2012 أنشئت " لايف" مكتب الشؤون السورية داخل المؤسسة بإدارة سورية من ذوي الكفاءات الدبلوماسية و الحقوقية .
تعتبر مؤسسة " لايف " أنَّ الديمقراطية في العالم العربي أيّاً كانت نتائجها لن تأتي إلّا بخيّر على المنطقة و شعوبها , بينما لم تفرز الدكتاتوريات سوى التخلّف و الجهل و انعدام التنميّة و الفساد و الفقر و الإرهاب و الفوضى . تؤمن "لايف" أنَّ الإختلافات السياسية في ظل أنظمة ديمقراطية خيّرٌ من إستقرار في ظل دكتاتوريّة ...
هذه هي رسالتنا ... هذا نحن على الدوّام .