أخبار

تكريما ليوم السلام العالمي: حتى متى ستتم

أيلول 21, 2011
21-09-2011.

هو "السلام"، الحلم الذي يراود الشعوب والهدف الذي تسعى إلى تحقيقه دول العالم انطلاقاً من الايمان الراسخ بأنه الآلية الوحيدة الكفيلة بتجنيب العالم المآسي والدمار والحروب.. ولأنّ هذا السلام يبقى "حلماً" و"هدفاً" حتى إشعار آخر، ولأنّ أبسط "شروطه" تبقى غائبة أو بالأحرى مغيّبة في ظلّ عالم تسيطر عليه "شريعة الغاب"، يأتي "يوم السلام العالمي" في الحادي والعشرين من أيلول بمبادرة من هيئة الامم المتحدة ليذكّر بالمبادئ التي "اتفق" حولها قادة العالم، في وقت يمنع سلاح "الفيتو" الذي يتمتع به هؤلاء إعلان دولة فلسطينية مستقلة، على سبيل المثال لا الحصر.
بين الربيع العربي والسلام المنشود..
انطلاقاً من كلّ ما سبق، أسئلة تطرح نفسها. فأين نحن من السلام، ولا سيما في عالمنا العربي، وخصوصا بعد الثورات التي شملت مختلف أرجائه؟ هل نحن نعيش فعلاً ما يسمى بـ"الربيع العربي"؟
باختصار، الامر ليس مجرد جدل حول قضية من القضايا‏، ولا هو أيضا مجرد خلاف حول أولويات قد تتفق أو تختلف على ترتيبها القوى المختلفة، ولكنه أكثر من ذلك وأشمل‏،‏ لأنه ببساطة يعبر عن الإشكالية الحقيقية التي يواجهها العالم وهو بيد القوى الكبرى المسيطرة على العالم.

لبنان كان ضحية السلام والديمقراطية
برأي رئيس لجنة حقوق الإنسان النائب ميشال موسى، فمن الواضح أن السلام شعار مهم لا بل هو غاية ولا شكّ أن السعي للوصول إليها يبقى هدفاً دائماً. إلا أنّ كلمة حق تقال أنّ لا سلام فعلياً حتى الساعة، كما يؤكد النائب موسى، الذي يعرف عن أسفه لكون المصالح السياسية تتجاذب مواضيع السلام من كل حدب وصوب، ويلفت إلى أنّ هناك قوى اقتصادية عالمية تتحكم بالعالم وبمفاهيم السلام وتتحكم بالعقول.
واذ يلفت موسى، في حديث لـ"النشرة"، الى ان "لبنان بلد يمر بمراحل صعبة ودفع ثمنا كبيرا بحروبه نتيجة مصالح اقتصادية وسياسية"، يوضح أنّ لبنان كان "ضحية السلام والديمقراطية ودفع ثمن عناوين كبيرة"، ملاحظاً أن الدول الضعيفة هي التي تدفع الثمن دائماً في هذا العالم.
ويأمل موسى أن "نصل لسلام عميق وشامل من خلال مصالحات داخلية ومفاهيم تطبق دون تدخل القوى الخارجية وهذا امر صعب المنال والسعي له يبقى هدفنا".
لبنانيا، يدعو رئيس لجنة حقوق الانسان الى سلام عام في لبنان بعد المراحل الصعبة التي مررنا بها والصعاب التي واجهناها، في وقت لا يزال فيه التجاذب السياسي قويا، "ويفترض بهكذا بلد أن يكون هناك جهود من قبل الفرقاء السياسيين لحماية الدولة من الصراعات وتحصينها من أي نزاعات وخلافات".

رفض الاعتراف بفلسطين سيزعزع الإستقرار
ولأن السلام ليس مجرّد شعار ولا يمكنه أن يكون مجرّد هدف، يرى مدير المؤسسة اللبنانية للإنسان نبيل الحلبي أن "السلام مفقود بإنعدام الحضارات والاشكالات الثقافية بين الشعوب وانقطاع الحوار بينها والتي تؤدي في معظم الاحيان الى سوء فهم"، مستشهدا بـ"القضية الفلسطينية كمثال بأنه في حال تم رفض الاعتراف بها كدولة مستقلة في الأمم المتحدة، فهذا الامر سيؤدي الى زعزعة السلام في العالم العربي والعالم".
ويشدد الحلبي، في حديث لـ"النشرة"، على ان "الحوار بين الأديان ضروري، ومن دونه ستنتشر ظاهرة الارهاب بين الدول وشعوبها"، كذلك عدم دعم الشعوب في تطلعاتها إلى الديمقراطية سيؤدي غلى ظاهرة العنف ضد الأنظمة".
ويلفت الحلبي إلى أن "المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي وهي مسؤولية مشتركة من الجميع، وليس من الضروري أن تكون دولة تملك وعيا كافيا بهذا الاطار، بل يمكن أن تكون دولة قوية وتمارس التحريض بشتى أشكاله، والمهم أن يكون لها ثقافة السلام"..
وأخيرا، يدعو الحلبي الى "تكثيف الحوارات بين الشعوب ودعم حركات الشعوب من اجل الحرية، والعمل على تعميم ثقافة السلام والحوار".
على الصعيد العربي يعتبر "الكثير من المفكرين والمنظرين العرب وحتى السياسيين أن قضية السلام العالمي صعب ان تتحقق، خصوصا قبل حل قضية فلسطين والتي هي القضية والأزمة المركزية في المنطقة وكثيراً ما يربطها بعض المفكرين بقضايا النهضة العربية وقضايا الأنظمة الشمولية وضعف الديمقراطية في الوطن العربي".
يبقى السؤال: "كيف يمكن لنا أن نساهم في السلام؟ وهل السلام هو فقط ما يتم بين دول وجماعات متنازعة أم يتحقق بين الأفراد ايضا؟
فلنعمل معا لوقف الاعمال العدائية بدءا من قريتنا وحينا، واحياء هذا اليوم بالتثقيف ونشر الوعي بالمسائل المتصلة بالسلام...


مشاركة على:

اشترك بقائمتنا البريدية

اشترك بقائمتنا البريدية